الأحد، 3 مايو 2015
يرجع الفضل في هذا الخبر أدناه حول معضلة أين يتم دفن الشاعر الراحل محمد مفتاح الفيتوري عليه شآبيب الرحمة، والمنشور في الأهرام القاهرية، للأخوين طلحة وطارق جبريل في الرباط، بالمغرب. لأني كتبته نقلاً عنهما، فهما الذان كانا يتابعان تطورات مراسيم جنازة الراحل الكبير محمد مفتاح الفيتوري عليه رحمة الله. المعلوم أن الأمر قد حسمته العائلة المغربية ووري الراحل الثرى المغربي في مقبرة الشهداء بالرباط وشارك فيه لفيف من الرسميين المغاربة والسودانيين وجمهور كبير من الجالية السودانية في بلاد المغرب.
ثم إن إخواننا في الصحافة المصرية، ومن قديم الزمان، لا يبذلون جهداً ولو قليلاً في تحقيق أو نطق أو كتابة السودان في صفته الصحيحة. فهم يؤنثونه لأن مصر .. بهية .. مؤنثة، وأغلب الدول العربية كذلك أو هي منسوية إلى مؤنث مثل دولة أو جمهورية أو مملكة. ونحن بالطبع جمهورية السودان ولا بد من تأنيث الجمهورية ولكن السودان المجرد من صفته مذكر وتأنيثه يخل بالصياغة. أنا جندري وأفخر بمناصرتي للمرأة ولكني أحفل كذلك باللغة الصحيحة ونحن أيضاً لنا توقٌ إلى التأنيث فعندما أردنا خلق رمز مقابل ل (بهية) أخترنا (عزة ) لترمز إلى ألأرض أو الحبيبة . والغريب ألا أحد يقول (اليمن السعيدة) فهو السعيد على الدوام، وأرجو من الله أن تزول غمته. وأيضاً إخوتنا في الشمال لا يجهدون أنفسهم في كتابة أسماء السودانيين بالطريقة الصحيحة ولكن يكتبونها بما يريح نطقهم هم. وطبعاً نحن السودانيون لا يرضينا ذلك من أيام (السيد اسماعيل أحمد الأزهري) أو الرئيس (محمد جعفر النوميري) .. وأيضاً هذا بدا هكذا لأنه على نسق أن كل مصري مسلم يحمَّد ثم يكون له اسم آخر فنقول (محمد أنور السادات أي أنور السادات) أو محمد حسني مبارك أي حسني مبارك). ويعتقد الكثير منا أن تبديل أسمائنا مقصود أو مستفز .. ولكني أعتقد أنه غير مقصود ولا يجب أن يكون مستفزاً.. إنه نوع من الكسل الذهني. فقط مثله مثل الكسل الذهني الذي نمارسه نحن أيضاً كسودانيين عندما نحول القاف غينا ونقول (الفريغ الغومي الذي نشأ بعد الاستغلال وينادي مؤذننا : غد غامت الصلاااااه).