الأربعاء، 1 أكتوبر 2014
إلى الراحل الأستاذ النور عثمان أبكر
أمونة(1) بنت النور
{ذلك الكتابُ لا ريبَ فيه}
دمعُها
ظُـلَـلٌ تُبلِّـلُ راحتيكْ.
تؤي
إليكَ حروفَه القدسيةَ المرقى
ويسجع
قلبُها الغضُّ البهيُّ
بغابة
الأحزانِ إذ يأوي إليكْ.
أوَكنت
تسمعُ شجوَها؟
ترتيلَها؟
عبراتِها
الحرَّى؟
ودعوةَ
روحِها لكَ..
للرحيمِ
يمُـنُّ
رحمتَه عليكْ؟
عشْـرٌ
وأنتَ
إلى مليككَ
مذ
عرفت العشقَ للإنسانِ ..
تسمعُ
شجوها القَـمَـريَّ
تغفو
غلالتك السنيةُ سرمداً
أو
ساعةً
فتودُّ
لو ترنو إليها
تستعيدُ
حنينها
وهي
الصغيرةُ بين حجركَ والقصيدةِ
عمرَها
من يوم
مولدها على يدك الرحيمة
حبوَها
كلماتها
الأولى
مناسكَ
صحوها.
أضَمَـمْـتَ
شِعركَ عند معصمها إليك؟
"أمونه"
أرسَـلَـتِ
الكتاب إليكَ محتسباً
وكتابُها
لا ريب فيهْ.
قلباً
صدوقاً حين يطرفُ جفنُها
يهمي
عليك سحائباً وبراءة
بركاتُها
النجوى..
مقالتُها:
"
يا أيها النورُ اتّقدْ
أومضْ
بريقَكَ لاهباً
لا يأس
عندكَ
فاتّقدْ
تجد
القلوبَ مرافئاً لك
واتقدْ
يا
أيها النور المضئ
علائماً
وعمائماً
قاتِلْ
فإنك
مثلما عرفتك مفرزتي
وانت
الفيضُ
من
رهقٍ
ومن
رهفٍ
ويملك
قلبكَ الإنسانَ
حبٌ لا
يدانيه انتفاضٌ
غير
مسبحة
وملفحة
كتابٌ
سَـمْـتُه .. لا ريبَ فيهْ."
عشرٌ
خَـلَـوْنَ
وشِعرك
الصوفيُّ
يرسلنا
إلى ملكوتك الغافي
ويرجعنا
نرتلُ
جهرةً من "صحوة الكلمات"(2)
يلهب
وعينا:
يا ..
كيف هذي الأرضُ
والدنيا
بلا نورٍ يضوِّئ دربنا
ويمدنا
بالصحوِ والألقِ المقيمْ؟
"أمّونة"
خاضت
فيك معركةَ الغيابِ
وأومأت
للحزن أن غادرْ
وعُـد
يا حبُّ
وافتح
ضفتيك على مصاريع الإيابْ
فهي
التراتيلُ المجنِّحة
التي
لا ريب فيها
شدوُها
أمُّ الكتابْ.
يا (مارقريتّا)
.... (3)
صبراً
شربنا الشايَ في موعده
مُـزَّةً
للقهوةِ الدكناءِ من تاجٍ على هاماتنا
بل
بيننا
نوراً
شفيفاً
ينثر
الضحكاتِ
والراءَ
الملثّغةَ الحبيبةَ
والضياءْ
والحبَّ
للأطفالِ
أو أيديٍ
إلى الضعفاءِ
بالبوح
المرنِّ إلى نهايات الحنينْ.
أم ها
هو النوّارُ
من (إيزيسَ)
من (لا
لا) يشعٌّ
وملئَ (ماجدولينْ).
نورٌ
على نورٍ
وفي
مشكاته
حباً
شفيفاً لاهباً
لا ريب
فيهْ.
محمد
طه القدّال
الدوحة
– 28/1/2009م ـ فجراً
(1)
آمنة رحمة شابة صغيرة تحبه ويحبها منذ طفولتها، تقرأ عليه القرآن في غيبوبته منذ
دخوله المشفى حتى نطق إليها أمس
(2)
ديوان للأستاذ النور (صحو الكلمات المنسية)
(3)
مارقريت زوجة أستاذ
النور عثمان أبكر، وإيزيس ولالا وماجدة بناته
(4)
توفي الأستاذ النور عثمان أبكر بالدوحة – قطر بعد يومين من كتابة هذه القصيدة