الخميس، 16 أكتوبر 2014
عمر الدوش وضل الضحى (2)
جريدة الصحافة 200م
محمد ود حنينة
----------------------------
... وما العمر إلا أيام معدودات في الحياة الدنيا والعمر مشوار قصير وإن طال. والحياة الدنيا ظلٌ ما يكاد يستظل به الإنسان حتى يزول فيزول العمر وفي الذاكرة الشعبية (الدنيا ضل ضحى) ولكن الدوش في صوفيته يسخر من ضياعها (الدنيا) أو ضياعه (العمر) هكذا مقدماً ، (سمبهار) ومجانا في (الفارغة) وما لا ينفع. و(سمبهار) مفردة عند لاعبي الورق تعني الدفع والتخلص مقدماً مما لا يفيد (البايظ) :
(ضل الضحى مشوار
تزِح وتزِح
زحيح الشمس من وكَن الشروق
زحيحها لى نُص النهار
الونسة بالسفة الكبيرة
وبالكتاتيح والغبار
والفاقة
والعمر الهظار
والزمن البروِّح
سمبهار)
وبعد صمت وتعجب يذهب الشاعر (الراوي) مباشرة إلى (الحِلة) التي تفرق أهلها وتشتتوا. بعضهم غادر إلى المدينة يحسبها مكمن الغنى ومنبع الجاه وروايات السابقين من شباب القرية عنها قد أكدت أحلام اللاحقين إليها ، وبعضهم سرق وباع كل أغراض (هدوم) كل بيوتها ومضى و( استفرغ ) في أول رسالة أرسلها إلى القرية أنه لا ينسى أبداً ودائماً يتذكر (البلد) كلما هم بقلع ملابسه. يصنع عمر الدوش مقدمته الساخرة على طريقة أهل المسرح ، كأن مقدمة القضية مشهدا ابتدارياً تعريفياً تأتي إشاراته الذكية للعمر والقرية والبلد وهاء المؤنث في (شاغلتها) والتي يسميها (سعاد) فيما بعد، افتتاحية تعرفنا على شخوص قادمين وعلاقات تتشابك لاحقا وقضايا ومشاعر ودنيا نحن على عتبة بابها.
(جريت عصايتي
مشيت أنقر في الحصى)
ولا يظنن أحد أن ذلك هو فعل الحيرة وتجهم الفكر وانقطاع الرأي، ففعل الحيرة أن تجلس على الأرض ووجهك إليها وصمتك سابل وعصاك تخط خطاً هنا وهناك بالرتابة كلها أو تزرعها (نقراً) وتنقيطاً منتظماً وغير منتظم ولكن أن ( تجر) عصاك و(تمشي) تنقر بها الحصى فتلك هي الجرأة وفعل من يثق بذاته ثقة تقرب مشيته إلي مشية الخيلاء ومشي الكبار من ذوي القامة و(الأشناب) و (الكريزة) أو على الأقل تضعه مع ذوي التململ و عدم الرضى بالحال (المايل) ورفض بداياته و نهاياته.
(جريت عصايتي مشيت أنقر في الحصى)
جاءت مرتين بعد حالين مخزيين. بعدما يتذكر سارق (الهدوم) سرقته وبعد (القعاد تحت الأسى وضل الضحى) ومباشرة قبل الآهة على الولد الذى ضاقت عليه كل البلد، ثم يدلف بالشوق كله والدنيا ليل ليسمع ما يشبه (نقر) الكمان لا لينسى النقر على الحصى ولكن ليلتقي بلطف المعنى و(حس زول بمش).
فالكمان يمرر عليه القوس فيعطي صوتاً مستمراً وحينما ينقر عليه نقراً بالأصبع يعطي صوتاً متقطعاً فالنقر على الكمان اشارة لصوت المشي لا لتقطعه. ونظرت
إ ليها ويا لها من طريقة في النظر!!
(تاوقت من تحت الكتيف .. عاينتلا)
فإن كان استراق النظر من تحت كتف الناظر فذلك لا يتأتى إلا برفع الذراع إلى مستوى الوجه المنخفض قليلاً فيصير الناظر كمن يخفي جزءً من وجهه ليسترق النظر وإن كان استراق النظر( من ) تحت (كتيف) المنظور إليه فلن يستقيم المعنى إلا أن تقوم حروف الجر مقام بعضها فتصير (من) (إلى) وبالتالي يتدرج من (المتاوقة) إلى (المعاينة) ومن استراق النظر سراً إلى النظر الصراح ثم يسأل سؤالاً في السر (الأ تعرف أن النظر عيب؟) ويجيب عليه في الجهر:
(أيوه عارف إنُّو عيب)
ولكن العيوب في هذه الدنيا كثيرة ومن أكثرها خزياً
(المطوحة من كل زول مطلوب قروش)
و (القعاد تحت الأسى وضل الضحى) .
هذه المقدمة يتخذها الشاعر بوابة ندلف منها في معيته إلى عالم الأضداد والتناقضات عالم أغلب شخوصه رجال يحملون أسماء أمهاتهم فهنالك محمد (ود حنينة) وعلي (ود سكينة) وطه المدرس (ود خدوم) وصالح (ود قنعنا) وأيضاً هناك العمدة جابر ود( خف الفيل) وهناك سعاد نفسها وأهل القرية يتنفسون بين السطور رغماً عن كرش ابن العمدة الذي لا اسم له.
وعند محمد ود حنينة تدق (الدلوكة) في ذات الوقت الذي يزور فيه مسئول كبير البلد. وشمر من حيث ما كان وجرى وزاحم واقتحم (الحفلة) وركز من أجل البنت سعاد:
(أصلي عارف جنها
في زول بيركز وينستر
لكني عارف إنها
ياني الأزاها وجنها
برضي عارف أظنها
تحت .. تحت بتحبني)
ودليلي القاطع أنه :
(ديمة في صرة وشيها
يلفحني شوق
نافر .. لبد)
ولكل المعرفة التي سبقت عليك في علم الظاهر والباطن.. ركزتَ .. يا ود حنينة .. وكان السوط (عنجاً) ركزت ( شان) البنت سعاد و لصوت ( الدلوكة) ولزغاريد الصبايا .. وللحرقة من العمدة الذي يريدها لنفسه أو لابنه أو يريدها و يريدنا (هتيفة) للزائر الكبير فركزت :
(للحرقة المشت بين الضلوع تحت الجلد) وكان السوط (عنجاً) وما همك يا ود حنينة؟
(ضميت قزازتي مرقت عن طرف البلد
وسكرت جد).
يا محمد ود حنينة .. أي شجاعة كانت لديك لتركز بها كل تلك (الركزة) ليتقطع بها جلدك قطعاً وتتمزق بها روحك (نتف .. نتف)؟ وأي شجاعة تلك التي تعلن بها على الملأ (مروقك) إلى طرف البلد سكرك ( المسا ) الأعلى؟
( وانا جاي راجع منتهي ..
لاقتني ..هي
قالت تعال) .. وليتها م أعادت.
(كبرت كراعي من الفرح
نص في الأرض ونص في النعال
اتلخبط الشوق بالزعل
اتحاوروا الخوف
والكلام)
يا محمد ود حنينة.. من تكون؟ هل أنت من أنت؟ أم أنك علي ود سكينة؟ من أنت .. وأنت ترتل سفرك على أسماع معشوقتك؟ هل أنت محمد ود سكينة أم علي ود حنينة؟ وهل كانت أغنيتك (جرسة) فوق أعطاف سعاد أم هو نحيبك الداخلي:
( وانا يا سعاد
وكتين تصبي سحابة تنزلي زي دعاش
بفرش على روحي وأجيك
زولاً هلك تعبان وطاش
وانا يا سعاد وكتين اشوفك
ببقى زول فرشولو فرش الموت..
وعاش)
يا ود حنينة... هل هو بوحك السرمدي بما استشففت ؟ هل أدركت بعد (مرقة) طرف البلد أنه العمدة الذي فاض إلى مليون عمدة وأنها سعاد التي يزاحمك عليها علي ود سكينة و العمدة وولده ، وأنه (ضل الضحى) الذي مازال يقصر ويقصر حتى صار تحت رجليك؟ هل هو السفر الطويل والكفن الجميل الذي له رأيت وفيه مشيت؟ أم هو وجيبك الأزلي لما استشرفت؟ :
(يا سعاد تعالي ولمي من كل البيوت
عدة السفر الطويل
زخرفي الكفن الجميل
شخبطي الفجر .. النهار
أربطي الضحى والأصيل..
المغرب.. الفجر.. النجوم..
في صرة
وارميها البحر.)
وحين أدركت أنه (العمير) القصير (ضل الضحى) وأنه العمدة بشحمه وبلحمه وبغبنك و قد صار كل الأضداد (لبوة وأسد، حسنة وغصب، جمعة وأحد) ، (بقيتها) عند طرف البلد و رجعت له وقد أضمرت المجابهة الحتمية والمناطحة المرجأة:
(وانا جاي راجع اجهجهو
لاقاني هو
سايق العساكر والكلاب
رامي بين عيني وعينو
كلب وتكشيرة وحراب...
ضاقت كراعي من الزعل
من تحتها اتململ تراب)
وما سكت جوفك و لن يسكت، كنت محمد ود حنينة أم علي ود سكينة، فلن تسكت:
(صلحت طاقيتي الحرير واتنحنح الجوف بالكلام
قت ليهو:
يا عمدة اختشي
مسئول كبير في الدنيا غير الله انعدم)
وما كنت لتراوح بين (رهاب) سعاد والحلم (بالحلة) الفاضلة وبين الحقيقة الماثلة في العمدة وظلمه وحاشيته ، بين سراب الحب والخير والبراءة وبين حقيقة أن تذوق مرارة وقوفك في وجه الجبروت والطغيان. ها أنت أمام العمدة وكلابه وجهاً لوجه. كانت (ركزتك) شان البنت سعاد مشهودة وكذلك الأخرى أمام العمدة فما أنت فاعل بعدها؟؟:
(عيني ضاقت نظرتها
والجوف يطقطق بالكلام
قبال يقولوا لي سلام
اتلموا حولي بلا نظام
شال وعمة.. توب وغمة .. فاس وطورية وحزام
شالوني بي كل احترام
ورموني في قعر السجن)
(يتبع ... طه المدرس ود خدوم)
جريدة الصحافة 200م
محمد ود حنينة
----------------------------
... وما العمر إلا أيام معدودات في الحياة الدنيا والعمر مشوار قصير وإن طال. والحياة الدنيا ظلٌ ما يكاد يستظل به الإنسان حتى يزول فيزول العمر وفي الذاكرة الشعبية (الدنيا ضل ضحى) ولكن الدوش في صوفيته يسخر من ضياعها (الدنيا) أو ضياعه (العمر) هكذا مقدماً ، (سمبهار) ومجانا في (الفارغة) وما لا ينفع. و(سمبهار) مفردة عند لاعبي الورق تعني الدفع والتخلص مقدماً مما لا يفيد (البايظ) :
(ضل الضحى مشوار
تزِح وتزِح
زحيح الشمس من وكَن الشروق
زحيحها لى نُص النهار
الونسة بالسفة الكبيرة
وبالكتاتيح والغبار
والفاقة
والعمر الهظار
والزمن البروِّح
سمبهار)
وبعد صمت وتعجب يذهب الشاعر (الراوي) مباشرة إلى (الحِلة) التي تفرق أهلها وتشتتوا. بعضهم غادر إلى المدينة يحسبها مكمن الغنى ومنبع الجاه وروايات السابقين من شباب القرية عنها قد أكدت أحلام اللاحقين إليها ، وبعضهم سرق وباع كل أغراض (هدوم) كل بيوتها ومضى و( استفرغ ) في أول رسالة أرسلها إلى القرية أنه لا ينسى أبداً ودائماً يتذكر (البلد) كلما هم بقلع ملابسه. يصنع عمر الدوش مقدمته الساخرة على طريقة أهل المسرح ، كأن مقدمة القضية مشهدا ابتدارياً تعريفياً تأتي إشاراته الذكية للعمر والقرية والبلد وهاء المؤنث في (شاغلتها) والتي يسميها (سعاد) فيما بعد، افتتاحية تعرفنا على شخوص قادمين وعلاقات تتشابك لاحقا وقضايا ومشاعر ودنيا نحن على عتبة بابها.
(جريت عصايتي
مشيت أنقر في الحصى)
ولا يظنن أحد أن ذلك هو فعل الحيرة وتجهم الفكر وانقطاع الرأي، ففعل الحيرة أن تجلس على الأرض ووجهك إليها وصمتك سابل وعصاك تخط خطاً هنا وهناك بالرتابة كلها أو تزرعها (نقراً) وتنقيطاً منتظماً وغير منتظم ولكن أن ( تجر) عصاك و(تمشي) تنقر بها الحصى فتلك هي الجرأة وفعل من يثق بذاته ثقة تقرب مشيته إلي مشية الخيلاء ومشي الكبار من ذوي القامة و(الأشناب) و (الكريزة) أو على الأقل تضعه مع ذوي التململ و عدم الرضى بالحال (المايل) ورفض بداياته و نهاياته.
(جريت عصايتي مشيت أنقر في الحصى)
جاءت مرتين بعد حالين مخزيين. بعدما يتذكر سارق (الهدوم) سرقته وبعد (القعاد تحت الأسى وضل الضحى) ومباشرة قبل الآهة على الولد الذى ضاقت عليه كل البلد، ثم يدلف بالشوق كله والدنيا ليل ليسمع ما يشبه (نقر) الكمان لا لينسى النقر على الحصى ولكن ليلتقي بلطف المعنى و(حس زول بمش).
فالكمان يمرر عليه القوس فيعطي صوتاً مستمراً وحينما ينقر عليه نقراً بالأصبع يعطي صوتاً متقطعاً فالنقر على الكمان اشارة لصوت المشي لا لتقطعه. ونظرت
إ ليها ويا لها من طريقة في النظر!!
(تاوقت من تحت الكتيف .. عاينتلا)
فإن كان استراق النظر من تحت كتف الناظر فذلك لا يتأتى إلا برفع الذراع إلى مستوى الوجه المنخفض قليلاً فيصير الناظر كمن يخفي جزءً من وجهه ليسترق النظر وإن كان استراق النظر( من ) تحت (كتيف) المنظور إليه فلن يستقيم المعنى إلا أن تقوم حروف الجر مقام بعضها فتصير (من) (إلى) وبالتالي يتدرج من (المتاوقة) إلى (المعاينة) ومن استراق النظر سراً إلى النظر الصراح ثم يسأل سؤالاً في السر (الأ تعرف أن النظر عيب؟) ويجيب عليه في الجهر:
(أيوه عارف إنُّو عيب)
ولكن العيوب في هذه الدنيا كثيرة ومن أكثرها خزياً
(المطوحة من كل زول مطلوب قروش)
و (القعاد تحت الأسى وضل الضحى) .
هذه المقدمة يتخذها الشاعر بوابة ندلف منها في معيته إلى عالم الأضداد والتناقضات عالم أغلب شخوصه رجال يحملون أسماء أمهاتهم فهنالك محمد (ود حنينة) وعلي (ود سكينة) وطه المدرس (ود خدوم) وصالح (ود قنعنا) وأيضاً هناك العمدة جابر ود( خف الفيل) وهناك سعاد نفسها وأهل القرية يتنفسون بين السطور رغماً عن كرش ابن العمدة الذي لا اسم له.
وعند محمد ود حنينة تدق (الدلوكة) في ذات الوقت الذي يزور فيه مسئول كبير البلد. وشمر من حيث ما كان وجرى وزاحم واقتحم (الحفلة) وركز من أجل البنت سعاد:
(أصلي عارف جنها
في زول بيركز وينستر
لكني عارف إنها
ياني الأزاها وجنها
برضي عارف أظنها
تحت .. تحت بتحبني)
ودليلي القاطع أنه :
(ديمة في صرة وشيها
يلفحني شوق
نافر .. لبد)
ولكل المعرفة التي سبقت عليك في علم الظاهر والباطن.. ركزتَ .. يا ود حنينة .. وكان السوط (عنجاً) ركزت ( شان) البنت سعاد و لصوت ( الدلوكة) ولزغاريد الصبايا .. وللحرقة من العمدة الذي يريدها لنفسه أو لابنه أو يريدها و يريدنا (هتيفة) للزائر الكبير فركزت :
(للحرقة المشت بين الضلوع تحت الجلد) وكان السوط (عنجاً) وما همك يا ود حنينة؟
(ضميت قزازتي مرقت عن طرف البلد
وسكرت جد).
يا محمد ود حنينة .. أي شجاعة كانت لديك لتركز بها كل تلك (الركزة) ليتقطع بها جلدك قطعاً وتتمزق بها روحك (نتف .. نتف)؟ وأي شجاعة تلك التي تعلن بها على الملأ (مروقك) إلى طرف البلد سكرك ( المسا ) الأعلى؟
( وانا جاي راجع منتهي ..
لاقتني ..هي
قالت تعال) .. وليتها م أعادت.
(كبرت كراعي من الفرح
نص في الأرض ونص في النعال
اتلخبط الشوق بالزعل
اتحاوروا الخوف
والكلام)
يا محمد ود حنينة.. من تكون؟ هل أنت من أنت؟ أم أنك علي ود سكينة؟ من أنت .. وأنت ترتل سفرك على أسماع معشوقتك؟ هل أنت محمد ود سكينة أم علي ود حنينة؟ وهل كانت أغنيتك (جرسة) فوق أعطاف سعاد أم هو نحيبك الداخلي:
( وانا يا سعاد
وكتين تصبي سحابة تنزلي زي دعاش
بفرش على روحي وأجيك
زولاً هلك تعبان وطاش
وانا يا سعاد وكتين اشوفك
ببقى زول فرشولو فرش الموت..
وعاش)
يا ود حنينة... هل هو بوحك السرمدي بما استشففت ؟ هل أدركت بعد (مرقة) طرف البلد أنه العمدة الذي فاض إلى مليون عمدة وأنها سعاد التي يزاحمك عليها علي ود سكينة و العمدة وولده ، وأنه (ضل الضحى) الذي مازال يقصر ويقصر حتى صار تحت رجليك؟ هل هو السفر الطويل والكفن الجميل الذي له رأيت وفيه مشيت؟ أم هو وجيبك الأزلي لما استشرفت؟ :
(يا سعاد تعالي ولمي من كل البيوت
عدة السفر الطويل
زخرفي الكفن الجميل
شخبطي الفجر .. النهار
أربطي الضحى والأصيل..
المغرب.. الفجر.. النجوم..
في صرة
وارميها البحر.)
وحين أدركت أنه (العمير) القصير (ضل الضحى) وأنه العمدة بشحمه وبلحمه وبغبنك و قد صار كل الأضداد (لبوة وأسد، حسنة وغصب، جمعة وأحد) ، (بقيتها) عند طرف البلد و رجعت له وقد أضمرت المجابهة الحتمية والمناطحة المرجأة:
(وانا جاي راجع اجهجهو
لاقاني هو
سايق العساكر والكلاب
رامي بين عيني وعينو
كلب وتكشيرة وحراب...
ضاقت كراعي من الزعل
من تحتها اتململ تراب)
وما سكت جوفك و لن يسكت، كنت محمد ود حنينة أم علي ود سكينة، فلن تسكت:
(صلحت طاقيتي الحرير واتنحنح الجوف بالكلام
قت ليهو:
يا عمدة اختشي
مسئول كبير في الدنيا غير الله انعدم)
وما كنت لتراوح بين (رهاب) سعاد والحلم (بالحلة) الفاضلة وبين الحقيقة الماثلة في العمدة وظلمه وحاشيته ، بين سراب الحب والخير والبراءة وبين حقيقة أن تذوق مرارة وقوفك في وجه الجبروت والطغيان. ها أنت أمام العمدة وكلابه وجهاً لوجه. كانت (ركزتك) شان البنت سعاد مشهودة وكذلك الأخرى أمام العمدة فما أنت فاعل بعدها؟؟:
(عيني ضاقت نظرتها
والجوف يطقطق بالكلام
قبال يقولوا لي سلام
اتلموا حولي بلا نظام
شال وعمة.. توب وغمة .. فاس وطورية وحزام
شالوني بي كل احترام
ورموني في قعر السجن)
(يتبع ... طه المدرس ود خدوم)